
“الشرق يلزمه حاكم مستبد عادل واللورد كتشنر سيدير دفة السياسة المصرية بشدة وحزم “… تعيين اللورد كتشنر قنصل بريطانيا في مصر ينقض كالصاعقة على الجرائد الوطنية
صحيفة فلسطين 19/7/1911
لمراسلنا في القاهرة
ماذا تكون سياسة اللورد كتشنر العميد الجديد؟ هذا هو حديث اليوم هنا. فقد انقض خبر هذا التعيين على الجرائد الوطنية كالصاعقة وتفاءلت الدوائر الأوروبية خيراً به، وانتعشت حركة البورصة لاعتقاد الجميع بأن الشرق يلزمه حاكم مستبد عادل، والإستبداد مع العدل من مميزات اللور كتشنر. فما أحرى به أن يدير دفة السياسة المصرية بالشدة والحزم اللذين عرف بهما عندما كان سرداراً للجيش المصري وحاكماً عاماً للسودان.
وقد كانت سياسة الوفاق التي اتبعها غورست ترمي إلى الإتفاق مع الخديوي على تنفيذ أغراض الاحتلال باللين والضغط على الحزب الوطني والمتطرفين. أما كتشنر والخديوي فعلى طرفي نقيض واختلافه معه في حادثة الحدود الشهيرة لم يزل يرددها الناس، فكيف تكون سياسته معه يا ترى؟
ومن المؤكد أن كتشنر لم يقبل المنصب إلا على شرط أن يكن مطلق اليدين في مصر والسودان، وأن لا يكون منفذاً فقط لسياسة وزارة الخارجية الإنكليزية.
وقد قالت إحدى الجرائد الأوروبية هنا بهذه المناسبة مخاطبة الجرائد الوطنية “لمَ تتأسفن على غورست وتذكرون سياسته بالخير؟ فماذا عمل لكم؟ نعم إنه رقى بعض رجالكم إلى منصب النظار، ولكنه رمى بالآخرين إلى أعماق السجون”.
هذا ومما لا خلاف فيه أن الدولة الإنكليزية قد عمدت إلى تغيير سياسة اللين والرجوع إلى سياسة الشدة. والله أعلم بما ستؤول إليه حال مصر بعد ذلك.
اليافي
التعقيبات
لإضافة تعليقك الرجاء تعبئة البيانات
Awesome! Thanks so much for sharing this true story. Bonnibelle Dennet Aubarta